
وزير الحاتمي
ترجّل الفارس، وانطوى علم، وغاب بدر في سماء الوطن. ارتقى إلى الله شهيدًا الوزير المجاهد الدكتور رضوان الرباعي، وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء، حاملاً هموم المزارعين، مدافعًا عن الصيادين وأرزاقهم، قائمًا على مصالح الأمة في أصعب الأوقات وأحلك الظروف.
كان الرباعي رجل دولة بلسان الصدق ويد العمل، لم يعرف الوهن ولا المساومة، بل صلبًا كالطود، ثابتًا كالراسيات، يحمل همّ الزراعة في سهول اليمن ووديانها، ويقف إلى جانب المزارعين الذين يزرعون قوت الشعب بعرقهم. لم يتركهم وحدهم في وجه الأزمات، بل كان عونهم وسندهم، يذود عن حقولهم كما يذود الفارس عن حِماه، ويرى في الأرض زاد الأمة، وفي المزارعين عِماد بقائها.
وفي البحر، كان الرباعي رفيق الصيادين، حاضرًا بينهم، في البحر العربي والأحمر، يسمع أنينهم حين ضاق بهم الحال، ويشاركهم السعي حين ضاعفت الأمواج محنتهم. رأى في شباكهم حياة، وفي زوارقهم أملًا، فمدّ لهم يد العون، ووقف إلى صفهم في زمنٍ عزّ فيه الناصر، وقلّ فيه العون. كان نصيرهم في المجالس، ولسانهم في القرار، حتى غدا بحقّ صوت البحر وأهله.
لم يكن وزيرًا مكتفيًا بالمكاتب والمواثيق، بل كان رجل الميدان، يشارك الناس لُقمتهم وشقاءهم، كأنّه واحد منهم. فإذا تحدّث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا وقف ثبت. وفي كل خطوةٍ خطاها كان يُدرك أنّ الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية هي خط الدفاع الأول عن بقاء الأمة وصمودها.
رحل الدكتور رضوان الرباعي شهيدًا مع رفاقه من حكومة التغيير والبناء، وفي مقدمتهم الشهيد الأستاذ/ أحمد غالب الرهوي، رئيس حكومة التغيير والبناء، فارتقوا جميعًا مع زملائه إلى العلا، وقد تركوا للأمة إرثًا من التضحية، وكتابًا من المواقف المشرّفة، وأثرًا خالدًا لن يزول.
سلامٌ على الرباعي يوم عاش للزرع والبحر، وسلامٌ عليه يوم رحل شهيدًا، وسلامٌ عليه يوم يُبعث مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.




