إرشاداتصحافة

الدكتـــور رضـــــوان الرباعي: شهيد الأرض والوطـــن والتنميـــة

أيوب أحمد هادي

وُلد الدكتور رضوان علي الرباعي في مديرية خيران المحرق بمحافظة حجة، ونشأ على تراب تهامة، حيث عاش بين أهلها وعرف بؤسها وإمكاناتها الهائلة. لم تكن تهامة بالنسبة له مجرد مساحة جغرافية، بل كنزًا استراتيجيًا للأمن الغذائي والاقتصادي لليمن، بما تمتلكه من سهول خصبة وسواحل غنية بالثروات الزراعية والسمكية.
كان الرباعي رجلاً يحمل همّ الأرض والإنسان، وجعل من قضايا الريف والساحل، وخاصة تهامة، محور اهتمامه. لم يكن مجرد وزير، بل صاحب رؤية طموحة لبناء يمن قوي ومستقل، حتى ارتقى شهيدًا وهو يؤدي واجبه الوطني، مؤمنًا بأن التنمية والعدالة الاجتماعية طريق النهوض الحقيقي.
لم يأتِ تعيينه في المناصب القيادية صدفة، بل جاء ثمرة مسيرة علمية وميدانية متميزة. بدأ نائبًا لرئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ثم نائبًا لوزير الزراعة والري، وأخيرًا وزيرًا للزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في حكومة.
كان إداريًا بارعًا، وقائدًا ميدانيًا لا يكتفي بالمكاتب، بل ينزل إلى القرى والأسواق والشواطئ، يستمع للمزارعين والصيادين، ويعمل على دعمهم وتطوير قدراتهم، واضعًا نصب عينيه تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
آمن بأن الزراعة والثروة السمكية هما السلاح الحقيقي لمواجهة التحديات وتحقيق السيادة الاقتصادية. سعى لإعادة تشغيل المشاريع الزراعية والسمكية المتعثرة، وتبنى سياسات مستدامة لإدارة الموارد المائية ودعم صغار المنتجين، في وقت كانت فيه البلاد تمر بأصعب ظروفها.
في ذروة عطائه، ارتقى الدكتور رضوان الرباعي شهيدًا إثر غارة صهيونية استهدفت تجمعًا مدنيًا يضم عددًا من رموز الدولة. لم تفرّق آلة الحرب بين وزير وصياد، فالجميع هدف طالما تعلق ببناء الوطن ورفض الهيمنة. وقد قدّم الرباعي نموذجًا فريدًا في الوطنية والتفاني، سيظل حيًّا في ضمير كل يمني حر.
رحل الرباعي، لكن إرثه باقٍ: نموذج للوزير العالم، والمدير الميداني، والقائد الذي خدم الوطن بصدق ونزاهة. لم تكن مناصبه غاية، بل وسيلة لخدمة الناس والوفاء للأرض. لقد كان عنوانًا للمسؤولية الوطنية في زمن عزّت فيه النماذج.
رحم الله الدكتور رضوان الرباعي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل دمه الطاهر نبراسًا للحق والتنمية والحرية.
{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى