
أيمن الرماح
تُعدّ زراعة الحمضيات، وخاصة البرتقال واليوسفي، من الأنشطة الزراعية ذات الأهمية الاقتصادية البارزة، لما توفره من عائدٍ ماليٍّ مجزٍ يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط الدورة الإنتاجية. وتحظى الحمضيات بإقبالٍ متزايدٍ في الأسواق المحلية والعالمية بفضل قيمتها الغذائية العالية وفوائدها الصحية المتعددة، فضلًا عن استخدامها الواسع في الصناعات الغذائية ومجالات الزيوت العطرية ومستحضرات النكهات الطبيعية. كما تتيح هذه الزراعة فرص عملٍ متنوعة في مجالات الزراعة والحصاد والتعبئة والنقل والتسويق، بما يعزّز الدخل الريفي ويُنشّط الحركة الاقتصادية في المناطق الزراعية.
ولرفع مستوى الإنتاج وتطوير هذا القطاع، من الضروري تقديم الدعم الفني والإرشاد الزراعي للمزارعين، وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة في الري والتسميد، إلى جانب تحسين جودة الأصناف المحلية واستقدام أصناف جديدة أكثر مقاومة للأمراض والجفاف. كما أن إنشاء مصانع متخصصة لتعبئة وتصنيع منتجات الحمضيات، كالعصائر والزيوت العطرية والمستخلصات الغذائية، يُعدّ خطوةً محورية لتحقيق القيمة المضافة للمنتج المحلي وتوسيع منافذ التسويق داخليًا وخارجيًا. ويسهم اعتماد أساليب حديثة في التعبئة والتغليف في رفع جاذبية المنتجات وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
أما في جانب القيمة المضافة للبرتقال واليوسفي، فيمكن تحقيقها عبر إنتاج المربّيات والمستخلصات الزيتية من القشور، واستغلال بقايا الثمار في تصنيع الأعلاف أو الأسمدة العضوية، بما يضمن الاستفادة الكاملة من المحصول دون أيّ هدر. وبهذا تتحول زراعة الحمضيات إلى قطاعٍ إنتاجيٍّ وصناعيٍّ متكاملٍ يسهم في تعزيز الأمن الغذائي ورفع الدخل القومي، ويدعم مسار التنمية الاقتصادية المستدامة، لتغدو الحمضيات، وفي مقدّمتها البرتقال واليوسفي، رمزًا للاستثمار الزراعي الواعد وركيزةً من ركائز المستقبل الاقتصادي.




